ماهو التطور !
اولا وقبل كل شئ يجب علينا معرفة ماهو الموضوع الذي نحن بصدد مناقشته, الا وهو الأستخدام الخاطئ لكلمة التطور للتعبير عن
اولا وقبل كل شئ يجب علينا معرفة ماهو الموضوع الذي نحن بصدد مناقشته, الا وهو الأستخدام الخاطئ لكلمة التطور للتعبير عن
اي اختلاف في الاجيال المتتابعة مما يسمح لكل دارويني بالادعاء ان التطور مثبت علميا وتم مشاهدته وتجريبه الاف المرات في المعامل مستخدما مصطلح غاية في التضليل وهو التطور المصغر 'Micro-evolution' , في البداية علينا ان نسأل : "إلي ماذا يشير مصطلح التطور 'Evolution' هل هو اي اختلاف او تعديل علي مر الاجيال ام انه له تعريف اخر" !
بالبحث عن تعريف لمصطلح التطور نجد انه "التوريث مع التعديل من أصل مشترك"1 اي ان النظرية تفرض بشكل واضح وجود اصل واحد مشترك لكل الكائنات الحية علي الارض وهذا الاصل المشترك بطبيعة الحال نشأ من مركبات كيميائة عضوية عن طريق تنظيمها في كائن اولي بسيط قادر علي التضاعف والاستنساخ ذاتيا , وبهذا يكون التطور هو الانتقال من ذلك الشكل البدائي للحياة للتعقيد الحيوي الذي نشهده في يومنا هذا .
هل هو التغير ام نوع التغير!
في الواقع لا ينكر احد مرور الكائنات الحية بمجموعة من التغيرات علي مر الاجيال . فحدوث التغيرات امر لا جدال فيه ولكن عندما نتحدث عن نوع التغير ينقسم العلماء فريقين , فريق منهم يري ان تلك التغيرات التي تطرأ علي الكائنات قادرة علي تحويل سمكة إلي فيلسوف , والفريق الاخر يري ان لتلك التغيرات حدود ولا يمكن ان تضيف اي نوع جديد من العلومات ولكنها تقوم علي العكس بالتخلص من المعلومات وسنري ذلك تفصيلا .
الانتقاء الطبيعي ومصدر المعلومات
احد اليات التطور هي الانتقاء الطبيعي وهي السماح للكائنات الاكثر تكيفا بالبقاء بينما يتم اقصاء الكائنات الاقل تكيفا مع البيئة مما يسمح بنقل وتوارث بعض الصفات "المعلومات" والتخلص من بعض الصفات الاخري "المعلومات" , وللتوضيح إليك المثال التالي :
تخيل ان لدينا مجموعة من الكلاب , قام كلبان طول فرائهما متوسط بالتزاوج - الكلاب متوسطة طول الفراء تعمل جين للفراء الطويل واخر للفراء القصير- سينتج عن ذلك التزاوج كلاب فرائها قصير واخري فرائها طويل واخري فرائها متوسط , عندما يصبح المناخ باردا فقط تلك الكلاب صاحبة الفراء الغزير ستنجو من البرد بينما ستموت الكلاب ذات الفراء القصير والمتوسط , وهذا يعني ان كل الاجيال اللاحقة ستصبح طويلة الفراء , وهذا مايسمي بالتطور بالانتقاء الطبيعي .
لاحظ الاتي :
1-اصبحت الاجيال الجديدة اكثر تخصصا من سابقتها
2-تمت تلك العملية بواسطة الانتقاء الطبيعي
3-لم يتم اضافة اي جينات "معلومات"
4-تم إقصاء بعض الجينات "المسئولة عن الفراء القصير"
بعد تلك المشاهدات اصبح من السهل ادراك ان الانتقاء الطبيعي هي عملية تتسبب في خسارة وفقد المعلومات وليس العكس كما يصوره الداروينيون , لكي يصبح الانتقاء الطبيعي خلاقا لا بد من اضافة معلومات جديدة عن طريق الطفرات وهو مالم يتم مشاهدته حتي اليوم .
هناك عملية مماثلة تسمي الانجراف الوراثي 'Genetic drift' وتحدث تلك الظاهرة نتيجة انفصال بعض الافراد عن المجموعة مما يؤدي الي ضياع الكثير من الجينات التي كانت موجودة بالمجموعة الاصلية فينشأ جيل جديد من الافراد اصبح مختلفا عن الجيل الاول , ولكن ايضا لم تتم تلك العملية بأضافة اي نوع من المعلومات بل علي العكس كان السبب الاساسي هو ضياع المعلومات .
التطور من حياة اولية بسيطة الي كل تلك الانواع التي تغطي الارض يحتاج لامداد مستمر من المعلومات , ولكن الانتقاء الطبيعي يتسبب في فقد المعلومات , لكي نطلق مصطلح تطور مصغر 'Micro evolution' علي اي تغير لابد ان يكون هناك اي اضافة طفيفة من المعلومات ففي النهاية كلمة 'Micro' تشير الي الصغر و 'macro' الي الكبر فيمكن استخدام الاولي في حال اكتساب قدر قليل من المعلومات والثانية عند اكتساب قدر كبير من المعلومات .
عصافير داروين والتفسير العلمي للتنوع البيولوجي
لعلك سمعت عن جزر جلاباجوس وطيور الحساسين التي لاحظ داروين فيها اختلاف اشكال واحجام المناقير حسب البيئة التي تعيش فيها , كثيرا مايتم الاشارة الي ذلك المثال علي انه دليل قوي علي التطور المصغر , وتلك الايقونة لا تختلف كثيرا عن المثال السابق ذكره في المقال .
بعد مواسم الامطار الغزيرة تصبح البذور الصغيرة اللينة متوافرة بكثرة في كل انحاء الجزر, وبذلك تستطيع الطيور ذات المناقير الصغيرة جمع طعامها بسهولة ,لكن اثناء فترات الجفاف تصبح البذور المتوفرة مغطاة بقشور بأجزاء صلبة , في تلك الظروف , فقط الطيور ذات المناقير الحادة الطويلة هي التي تستطيع ان تحطم القشرة الصلبة وتتلتهم البذور,تلك الطيور ذات المناقير الطويلة ستنجوا بحياتها وتموت الطيور ذات المناقير القصيرة , و يتم نقل تلك الصفة وراثيا للاجيال الاتية فنحصل علي نوع جديد له مناقير طويلة وحادة فقط .
في ذلك المثال فسر الانتقاء الطبيعي الاختلاف في اشكال واحجام المناقير ولكن لم يفسر خلق تلك المناقير في المقام الاول ,حيث كانت مجرد عملية انتقاء مما هو موجود اصلا , وكان الدافع لذلك التنوع في المناقير في البداية هو المعلومات الوراثية التي تحملها تلك العصافير , وليس بسبب معلومات جديدة تم اضافتها !!!
ان الاختلافات في الطرز المظهرية التي نراها في كل الانواع هي نتيجة للمعلومات الوراثية التي تحملها تلك الانواع منذ بداية خلقها فعلي سبيل المثال في الانسان "تبلغ عدد الجينات الهجينة اي الغير نقية 6.7%"2 , وعدد الجينات في الانسان يبلغ تقريبا 21 الف جين 3 , اي ان عدد الجينات الهجينة التي يملكها الانسان في الجينوم الخاص به تبلغ 1400 جين اي ان اي شخص قادر علي انتاج حيوانات منوية او بيوضات مختلفة يبلغ عددها 1400^2 بواسطة اعادة التركيب 'recombination', لكي تتخيل مقدار ضخامة هذا الرقم فإن عدد الذرات في الكون يبلغ 80^2 فقط !!!!
وصلنا للنهاية , ورأينا ان مصطلح التطور المصغر 'Micro evolution' ماهو الا الانتقاء الطبيعي ولكن تم تغير اسمة لكي يصبح لفظ التطور مألوفا للاذان و لكي يصبح من السهل الادعاء بأن التطور نظرية مختبرة في المعامل وتدعمها التجارب والملاحظات ! ورأينا ان افضل تفسير للتنوع البيولوجي هو ان الله خلق الانواع كلها وادوع بها المعلومات الكافية لاحداث هذا التنوع
المراجع :
1-http://evolution.berkeley.edu/evolibrary/article/0_0_0/evo_02
2-F.J. Ayala, “The Mechanisms of Evolution,” Scientific American 239(3):48–
61, September 1978, quoted on page 55
3-https://www.genome.gov/DNADay/q.cfm?aid=2&year=2012
بالبحث عن تعريف لمصطلح التطور نجد انه "التوريث مع التعديل من أصل مشترك"1 اي ان النظرية تفرض بشكل واضح وجود اصل واحد مشترك لكل الكائنات الحية علي الارض وهذا الاصل المشترك بطبيعة الحال نشأ من مركبات كيميائة عضوية عن طريق تنظيمها في كائن اولي بسيط قادر علي التضاعف والاستنساخ ذاتيا , وبهذا يكون التطور هو الانتقال من ذلك الشكل البدائي للحياة للتعقيد الحيوي الذي نشهده في يومنا هذا .
هل هو التغير ام نوع التغير!
في الواقع لا ينكر احد مرور الكائنات الحية بمجموعة من التغيرات علي مر الاجيال . فحدوث التغيرات امر لا جدال فيه ولكن عندما نتحدث عن نوع التغير ينقسم العلماء فريقين , فريق منهم يري ان تلك التغيرات التي تطرأ علي الكائنات قادرة علي تحويل سمكة إلي فيلسوف , والفريق الاخر يري ان لتلك التغيرات حدود ولا يمكن ان تضيف اي نوع جديد من العلومات ولكنها تقوم علي العكس بالتخلص من المعلومات وسنري ذلك تفصيلا .
الانتقاء الطبيعي ومصدر المعلومات
احد اليات التطور هي الانتقاء الطبيعي وهي السماح للكائنات الاكثر تكيفا بالبقاء بينما يتم اقصاء الكائنات الاقل تكيفا مع البيئة مما يسمح بنقل وتوارث بعض الصفات "المعلومات" والتخلص من بعض الصفات الاخري "المعلومات" , وللتوضيح إليك المثال التالي :
تخيل ان لدينا مجموعة من الكلاب , قام كلبان طول فرائهما متوسط بالتزاوج - الكلاب متوسطة طول الفراء تعمل جين للفراء الطويل واخر للفراء القصير- سينتج عن ذلك التزاوج كلاب فرائها قصير واخري فرائها طويل واخري فرائها متوسط , عندما يصبح المناخ باردا فقط تلك الكلاب صاحبة الفراء الغزير ستنجو من البرد بينما ستموت الكلاب ذات الفراء القصير والمتوسط , وهذا يعني ان كل الاجيال اللاحقة ستصبح طويلة الفراء , وهذا مايسمي بالتطور بالانتقاء الطبيعي .
لاحظ الاتي :
1-اصبحت الاجيال الجديدة اكثر تخصصا من سابقتها
2-تمت تلك العملية بواسطة الانتقاء الطبيعي
3-لم يتم اضافة اي جينات "معلومات"
4-تم إقصاء بعض الجينات "المسئولة عن الفراء القصير"
بعد تلك المشاهدات اصبح من السهل ادراك ان الانتقاء الطبيعي هي عملية تتسبب في خسارة وفقد المعلومات وليس العكس كما يصوره الداروينيون , لكي يصبح الانتقاء الطبيعي خلاقا لا بد من اضافة معلومات جديدة عن طريق الطفرات وهو مالم يتم مشاهدته حتي اليوم .
هناك عملية مماثلة تسمي الانجراف الوراثي 'Genetic drift' وتحدث تلك الظاهرة نتيجة انفصال بعض الافراد عن المجموعة مما يؤدي الي ضياع الكثير من الجينات التي كانت موجودة بالمجموعة الاصلية فينشأ جيل جديد من الافراد اصبح مختلفا عن الجيل الاول , ولكن ايضا لم تتم تلك العملية بأضافة اي نوع من المعلومات بل علي العكس كان السبب الاساسي هو ضياع المعلومات .
التطور من حياة اولية بسيطة الي كل تلك الانواع التي تغطي الارض يحتاج لامداد مستمر من المعلومات , ولكن الانتقاء الطبيعي يتسبب في فقد المعلومات , لكي نطلق مصطلح تطور مصغر 'Micro evolution' علي اي تغير لابد ان يكون هناك اي اضافة طفيفة من المعلومات ففي النهاية كلمة 'Micro' تشير الي الصغر و 'macro' الي الكبر فيمكن استخدام الاولي في حال اكتساب قدر قليل من المعلومات والثانية عند اكتساب قدر كبير من المعلومات .
عصافير داروين والتفسير العلمي للتنوع البيولوجي
لعلك سمعت عن جزر جلاباجوس وطيور الحساسين التي لاحظ داروين فيها اختلاف اشكال واحجام المناقير حسب البيئة التي تعيش فيها , كثيرا مايتم الاشارة الي ذلك المثال علي انه دليل قوي علي التطور المصغر , وتلك الايقونة لا تختلف كثيرا عن المثال السابق ذكره في المقال .
بعد مواسم الامطار الغزيرة تصبح البذور الصغيرة اللينة متوافرة بكثرة في كل انحاء الجزر, وبذلك تستطيع الطيور ذات المناقير الصغيرة جمع طعامها بسهولة ,لكن اثناء فترات الجفاف تصبح البذور المتوفرة مغطاة بقشور بأجزاء صلبة , في تلك الظروف , فقط الطيور ذات المناقير الحادة الطويلة هي التي تستطيع ان تحطم القشرة الصلبة وتتلتهم البذور,تلك الطيور ذات المناقير الطويلة ستنجوا بحياتها وتموت الطيور ذات المناقير القصيرة , و يتم نقل تلك الصفة وراثيا للاجيال الاتية فنحصل علي نوع جديد له مناقير طويلة وحادة فقط .
في ذلك المثال فسر الانتقاء الطبيعي الاختلاف في اشكال واحجام المناقير ولكن لم يفسر خلق تلك المناقير في المقام الاول ,حيث كانت مجرد عملية انتقاء مما هو موجود اصلا , وكان الدافع لذلك التنوع في المناقير في البداية هو المعلومات الوراثية التي تحملها تلك العصافير , وليس بسبب معلومات جديدة تم اضافتها !!!
ان الاختلافات في الطرز المظهرية التي نراها في كل الانواع هي نتيجة للمعلومات الوراثية التي تحملها تلك الانواع منذ بداية خلقها فعلي سبيل المثال في الانسان "تبلغ عدد الجينات الهجينة اي الغير نقية 6.7%"2 , وعدد الجينات في الانسان يبلغ تقريبا 21 الف جين 3 , اي ان عدد الجينات الهجينة التي يملكها الانسان في الجينوم الخاص به تبلغ 1400 جين اي ان اي شخص قادر علي انتاج حيوانات منوية او بيوضات مختلفة يبلغ عددها 1400^2 بواسطة اعادة التركيب 'recombination', لكي تتخيل مقدار ضخامة هذا الرقم فإن عدد الذرات في الكون يبلغ 80^2 فقط !!!!
وصلنا للنهاية , ورأينا ان مصطلح التطور المصغر 'Micro evolution' ماهو الا الانتقاء الطبيعي ولكن تم تغير اسمة لكي يصبح لفظ التطور مألوفا للاذان و لكي يصبح من السهل الادعاء بأن التطور نظرية مختبرة في المعامل وتدعمها التجارب والملاحظات ! ورأينا ان افضل تفسير للتنوع البيولوجي هو ان الله خلق الانواع كلها وادوع بها المعلومات الكافية لاحداث هذا التنوع
المراجع :
1-http://evolution.berkeley.edu/evolibrary/article/0_0_0/evo_02
2-F.J. Ayala, “The Mechanisms of Evolution,” Scientific American 239(3):48–
3-https://www.genome.gov/DNADay/q.cfm?aid=2&year=2012
0 comments :
Post a Comment