المنهج التجريبي !
تسأله: ما دينك؟
يقول: I believe in science
تسأله: فما حقيقة إيمانك؟
يقول: أنا لا أؤمن إلا بما أثبته العلم التجريبي.. إذ لا سبيل إلى إثبات أي حقيقة إلا عن طريق العلم التجريبي. فإذا استطعت أن تثبتَ لي في المعمل أن الإله موجود آمنت به.. وإن لم تستطع فلن أؤمن به.
-----------------------------------------------
هذه دعوى غالب من ناقشتهم من اللاأدريين (وبعضهم مستندهم فلسفي). وكلامهم هذا باطل بأربعة وجوه:
- أولا: قولنا (لا سبيل إلى إثبات حقيقة إلا عن طريق العلم التجريبي) هذه مقولة تحمل تناقضا في ذاتها. لأن هذه المقولة نفسها لا يمكن إثباتها في المعمل تحت الملاحظة التجريبية.
- ثانيا: في تلك المقولة مغالطة.. إذ أن مجرد (نجاح) العلوم التجريبية في الوصول إلى حقائق كونية .. لا يجعلها الطريق (الوحيد) إلى إثبات المعارف. هذا النوع من الدعاوى يسمونه metal detectors argument لأنه يشبه إنسانا رأى أن الأجهزة التي تكشف عن المعادن في المطارات ناجحة في دورها .. فقال: لن أصدق أي شيء آخر سوى هذه الأجهزة. فكون الشيء مثبتا لــ(بعض) الحقائق لا يستلزم كونه مثبتا لــ(كل) الحقائق.
-ثالثا: كل قضية تجريبية لكي تثبت صحتها لابد أن يدعمها قاعدة عقلية محضة. فعلم الفيزياء أو الكيمياء لا تستقيم مباحثه -مثلا- إلا بالاعتماد على علم الرياضيات (وأحكام الرياضيات أحكام عقلية بحتة.. تثبت بالعقل المحض لا بالتجربة). وكذلك إثبات وجود الإله.. فهذا من الأحكام العقلية.
- رابعا: لا يمكن لهذا الإنسان أن يلتزم هذا المبدأ في تعاملاته اليومية أبدا. فمثلا: لو رأى هذا الشخص طفلة تقتل ظلما وتحرق جثتها.. فما دليله على أن هذا الشيء قبيح. فمسألة حسن الأشياء وقبحها لا يمكن إثباتها بالعلوم التجريبية.
والله أعلم
كتبه: Ahmad Fatehelbab
0 comments :
Post a Comment